إعداد: د. نرمين سعد الدين
توفي جمال الغيطاني في 18 أكتوبر 2015 عن عمر
ناهز السبعين عاما في مستشفي الجلاء العسكري في القاهرة، أثر صراع كبير مع المرض أدخله
غيبوبة لأكثر من ثلاثة أشهر..
ولد جمال الغيطاني في جهينة، أحد مراكز محافظة
سوهاج ضمن صعيد مصر، في 9 مايوعام 1945، وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الرحمن
كتخدا، وانتقل وعائلته إلى القاهرة وأكمل تعليمه في مدرسة الجمالية الابتدائية، وفي
عام 1959 أنهى الإعدادية من مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع
بالعباسية، وتعلم بها صناعة السجاد الشرقي.
بدأ الغيطاني الكتابة مبكرا، إذ كتب أول قصة عام
1959، بعنوان نهاية السكير، ونشر أول قصة قصيرة له عام 1963، في الفترة من 1963
حتى 1969، قام بنشر ما يقدر بخمسين قصة قصيرة.
وعمل كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون
الإنتاجي من 1963حيث استمر بالعمل مع تلك المؤسسة إلى عام 1965، وتم اعتقاله في أكتوبر
1966 في عهد الرئيس جمال عبد الناصر آثر نشاطه السياسي، ثم أطلق سراحه في مارس
1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي وذلك إلى
عام 1969م.
وفي عام 1969، استبدل الغيطاني عمله ليصبح مراسلا
حربيا في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974 انتقل للعمل في
قسم التحقيقات الصحفية، وبعد 11 عاما وبحلول عام 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم
الأدبي بأخبار اليوم.
وفي عام 1993 تولى رئاسة تحرير مجلة أخبار الأدب
التابعة لمؤسسة أخبار اليوم منذ تأسيسها حتى بلوغه سن التقاعد.
ويعتبر الغيطاني صاحب مشروع روائي استلهم فيه
التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا،
واهتم في كتاباته بالتاريخ بشكل ملف حيث كانت معظم رواياته وقصصه عن حقب تاريخية
وتحمل اسقاطات سياسية بالغة الأهمية كان يواريها بين سطور تحمل عبق التاريخ ورموزه،
كان من أهم تلك الأعمال: الزيني بركات ومتون الأهرام والتجليات وحكايات المؤسسة وسفر
البنيان وأوراق شاب عاش ألف عام، التي كانت تحمل تجارب ذاتية للمؤلف وقراءات
للمشهد المصري وخلسات الكرى والمجالس المحفوظية وغيرها، حيث كان الغيطاني من أبرز الروائيين
الذين التفوا حول الروائي الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل للآداب عام
1988، وخصوصا في مجالسه الأسبوعية الشهيرة، وتأثر به فساهم في إحياء عدد من نصوص العربية
وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة.
ولقد كتب الغيطاني بعض المقالات تنتقد التدخل
الأمريكي في العراق، اتهم على آثرها من موقع يملكه شخص عراقي الجنسية أنه على
علاقة بصدام حسين وولده عدي وهو من كتب الرواية المنسوبة لصدام حسين ( زبيبة
والملك) ، وقام في الوسط الثقافي المصري جدل كبير حول صحة تلك الواقعة من عدمها
قام على آثرها الغيطاني برفع قضية على هذا الموقع ونفي تلك الشائعة ورد شرف على ما
طاله من أذى
وحصل الغيطاني على العديد من الجوائز منها
جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام
العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987،
وجائزة لورباتليون لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات"
مشاركة مع المترجم خالد عثمان في 2005، وجائزة الدولة التقديرية عام 2007، وترجمت أعماله
السردية إلى لغات متعددة.
وترجم العديد من مؤلفاته إلى أكثر من لغة منها
الزيني بركات عام ، ورواية رسالة البصائر والمصائر، ووقائع حارة الزعفراني، ترجمموا
إلى الألمانية والفرنسية، وللفرنسية تم كلا من رواية شطح المدينة عام 1999، متون الأهرام
عام 2000، حكايات المؤسسة عام 2002، رواية التجليات بأجزائها الثلاثة في مجلد واحد
عام 2005
ويعتبر الغيطاني من أكثر الكتاب العرب شهرة على
شبكة الانترنت إذ أن أغلب رواياته ومجموعاته القصصية متوفرة في نسخات رقمية يسهل تبادلها
أضافت بعدا جديدا له.