جديد المقتطف

الاثنين، 26 يناير 2015

المجتمع الدولي وقضية مسلمي بورما .. الروهينجيا

إعداد: الباحثة/ نبوية أحمد عبد الحافظ...
حينما نتابع أخبار مسلمي بورما من خلال مواقع الإنترنت أو شاشات التلفاز أو الصحف والمجلات؛ نشاهد صورًا تقشعر لها الأبدان؛ قتلٌ جماعي لمئات من المسلمين وأجسادهم عارية وأشلائهم متناثرة، وحولهم الكهنة البوذيين بعد أن تم وضعهم بطريقة مهينة في مقبرةٍ جماعية، ومشهد آخر لمجموعة من المهجَّرين مستقلين قوارب بدائية الصنع يصارعون بها الأمواج فرارًا من الاضطهاد والموت، وغيرها من المشاهد المؤلمة. وبغض النظر عن كونهم مسلمين، فهؤلاء بشر سُلبت منهم إنسانيتهم، فبعد أن كانوا أصحاب حضارة إسلامية عريقة، أصبحوا يتعرضون لهجمات شديدة من الاضطهاد والقتل والتعذيب على أيدي البوذيين البورميين في محاولة لاستيعابهم ضمن المجتمع البورمي في البداية، وعندما عجزوا عن تطبيق هذه السياسة شرعوا في تنفيذ سياسة جديدة وهي التخلص منهم.
والقصة هذه ليست بجديدة بل لها جذور تاريخية، فأين تقع "بورما - أراكان"؟ وما هي أهمية بورما بالنسبة للدول الكبرى؟ وما هي قصة مسلمي بورما؟ ومن هم الروهانجيون؟ وما هو وضع اللاجئين في بنجلاديش؟ وما هو موقف المجتمع الدولي من الأزمة ؟ هذا ما سنحاول توضيحه من خلال هذه السطور.

بورما: دولة ذات أغلبية بوذية، وهي إحدى دول جنوب شرق آسيا، وتحدها الصين من الشمال الشرقي، والهند وبنجلاديش من الشمال الغربي، ومن الشرق لاوس وتايلاند، ومن الجنوب خليج البنغال والمحيط الهندي، ومن الغرب جبال"أراكان يوما "، ويختلف سكانها من حيث التركيب العرقي واللغوي بسبب تعدد العناصر المكونة للدولة، فمنهم عناصر مغولية وإندونيسية وهندية وعربية، ويزيد عدد اللغات المتكلم بها عن عشرة لغات، ويتحدث أغلب السكان باللغة البورمانية، ويطلق عليهم اسم "البورمان"، ومن بين الجماعات البورمانية جماعات الأراكان والكاشين.
وفى السنوات الأخيرة غيرت الحكومة اسم (بورما) إلى (ميانمار)، كما تم تغيير اسم العاصمة من رانجون إلى يانجون، وقد طبقت الحكومة البورمية منذ عام 1989م سياسة تغيير مسميات الأماكن والمعالم البارزة والتاريخية فى أراكان للتأثير على وضع المسلمين فى البلاد والتشكيك فى حقهم الثابت بهذه الأرض، وتقع منطقة أراكان  - راخين حالياً - في غربي بورما، ويفصلها عن دولة بنجلاديش نهر ناف، كما يفصلها عن بقية ولايات بورما سلسلة جبال  )أراكان يوما ( من الشمال والشرق، وتطل جنوباً على خليج البنغال، أي أنها منفصلة تماماً جغرافيًا عن "ميانمار البوذية"، ويبلغ عدد سكانها حسب الإحصائيات الأخيرة حوالي أربعة ملايين نسمة، أغلبهم من المسلمين، وهم سنيون على مذهب الإمام أبي حنيفة. ويطلق على المسلمين - المواطنين الأصليين في أراكان - اسم الروهينجيا، وهى كلمة مأخوذة من "روهانج" الاسم القديم لدولة أراكان.
بورما ومصالح الدول الكبرى:
تكمن الأهمية الاستراتيجية لبورما في موقعها الجغرافي، حيث إنها تشكل الحاجز الطبيعي بين الصين والمحيط الهندي، أما الصين فتعاني من تحد جيو - سياسي كبير متمثل في كون إطلالتها البحرية الوحيدة هي على المحيط الهادي من خلال بحر الصين، وبالتالي فإن أغلب التجارة الصينية باتجاه الغرب نحو المحيط الهندي والشرق الأوسط وأفريقيا وصولًا لأوروبا محكومة بمضيق مالاكا في إندونيسيا. هذا المضيق يمثل شريان الحياة بالنسبة للصين سواء في وارداتها الأساسية كالنفط أو في تجارتها مع الجزء الأكبر من العالم، ووصول الصين لأسواق العالم محكوم إما بمضيق مالاكا أو مضيق بنما باتجاه الشرق، وكلا المضيقين يقعان تحت السيطرة الاستراتيجية للولايات المتحدة، وبورما تتحول هنا لنقطة التفاف نحو المحيط الهندي تعطي الصين فرصة لتجاوز حصارها البحري، وفي المقابل تتحول بورما لحاجز طبيعي يعطي الغرب فرصة لتحجيم الصين جزئيًا.
 ومع دخول بورما في سلك الدول التي تمتلك مخزون نفطي، سعت الصين للدفع بمشروع إنشاء خط أنابيب لنقل النفط والغاز من أحد موانئ بورما إلى مقاطعة يونان جنوب غرب الصين، ومن شأن إنشاء مثل هذا الخط أن يتيح للصين تجاوز معضلتها الاستراتيجية المتمثلة في مضيق مالاكا، ويمثل إقليم أراكان (راخين) -  الذي تقطنه أقلية الروهينجيا المسلمة - الواجهة البحرية الأساسية لبورما على خليج البنغال (المحيط الهندي)، وهذا ما يجعل للإقليم أهمية استراتيجية سواء لبورما نفسها أو الدول التي لها مصالح سياسية كبرى فيما يخص دور بورما الإقليمي، ومن المفترض أن يبدأ خط الأنابيب المذكور من مدينة كياوكبيو (Kyaukpyu) في إقليم أراكان حيث تتمتع هذه المدينة بوجود ميناء طبيعي يعد النقطة الأمثل لإنشاء مثل هذا الخط ، إن تأثير إنشاء خطوط لنقل النفط والغاز والبضائع من المحيط الهندي مباشرةً إلى الصين يماثل في تأثيره بشكل جزئي نفس تأثير اكتشاف رأس الرجاء الصالح على المنطقة العربية وكذلك نفس تأثير قناة السويس على رأس الرجاء الصالح في مرحلة لاحقة. وهذا ما يفسر دعم الصين لحكومة ميانمار البوذية ضد الروهينجيا في إقليم أراكان.
ومن أهم الأسباب التي تجعل من بورما بعدًا استراتيجيا هامًا بالنسبة للصين أيضًا، كونها الجسر الذى تعبر من خلاله إلى اتحاد دول آسيان، وهذا ما دفع الصين إلى مساعدة ميانمار في الانضمام إلى هذا الاتحاد عام 1997، رغم أنه أنشئ في عام 1967، وذلك بهدف تعزيز التجارة مع هذه الدول، والمساهمة في بناء وتطوير الاقتصاد في الجزء الجنوبى الفقير من الصين. ومن أبرز أهداف الصين الإستراتيجية في ميانمار؛  محاصرة التحالف الناشئ بين الهند والولايات المتحدة واليابان واستراليا، فهذا التحالف يهدد الصين، وبدون دعم الصين ربما لن تقوى الحكومة العسكرية فى ميانمار على الصمود وقد تنهار في أي لحظة.
أما أهمية بورما بالنسبة للهند فإن موقعها مؤثر فى تعزيز موقف نيودلهى الجيو- سياسي في جنوب شرق آسيا، وهي محور الارتكاز نحو استكمال مشروع الهند الجديدة الذي تسعى من خلاله إلى التطوير والتوسع السياسي في العلاقات الاقتصادية والأمنية مع الآسيان، وتستغل الهند البعد الديني من خلال الديانتين (البوذية والهندوسية) للتأثير داخل بورما ، ونظرًا لهذه الأهمية الإستراتيجية لبورما فقد كانت محطًا لأطماع دول الجوار والدول العظمى، حيث تمثل بورما عمقًا استراتيجياً هامًا لكل من الصين من جهة، والهند والولايات المتحدة من جهة أخرى.
لمحات من تاريخ الإسلام في أراكان :
وصل الإسلام إلى بورما مبكرًا فى القرن السابع الميلادي - الثاني الهجري على أقل تقدير، في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد، وقبل ذلك في القرن السادس الميلادي الأول الهجري عن طريق مجموعة من تجار مسلمي العرب. وقد اتفق المؤرخون على أن دخول الإسلام إلى بورما كان عن طريق إقليم أراكان، حيث اختلط العرب بغيرهم من القوميات واعتنق معظم الأراكيون الإسلام حتى غدا الإسلام دين الأغلبية في القرن الخامس عشر الميلادي. وتأسست "مملكة أراكان الإسلامية" عام 1430م ، وتعاقب عليها 48 ملكًا مسلمًا على مدى 350 عامًا، إلى أن غزاها البوذيون عام 1784م على يد الملك البوذي البورماني بوداباي، ورغم محاولات محو معالم الحضارة الإسلامية لمملكة أراكان إلا أن الآثار القديمة مازالت موجودة حتى الآن تشهد بأنماط عمارتها على امتداد عمق تلك الحضارة التى استمرت ثلاثة قرون ونصف من الزمان، ومن هذه الآثار : مسجد بدر المقام، ومسجد سندي خان الذي تأسس عام 1430م وكذلك المستشفيات والمدارس والعملات الذهبية الأراكانية التي صكت في تلك الأزمان.
وبعد 42 عامًا من غزو البورميون لأراكان دخلت بورما في قبضة الاستعمار البريطاني عام 1824، وفي عام 1937سارت مستعمرة مستقلة لبريطانيا باسم "حكومة بورما البريطانية"، ولما دخلت بريطانيا مع اليابان في الحرب العالمية الثانية، كانت بورما ومعها أراكان بمثابة رحى الحرب التي تدار، وفي عام ١٩٤٢م نشبت معركة أهلية بين مسلمي أراكان وبوذيي أراكان عرفت باسم (موغ خرا خاري) أي مقاتلة الموغ، وكاد المسلمون أن ينتصروا لولا تدخل البوذيين البورمان بمساندة المستعمرين، فوقعت مذبحة عظيمة ضد المسلمين استشهد فيها أكثر من مائة ألف مسلمًا من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ كما تم اغتيال الكثير من العلماء، وفي عام 1947عقد مؤتمر الاستقلال في مدينة "بنغ لونغ" وتم استبعاد مسلمي أراكان، واستقلت بورما عن بريطانيا في عام 1948، وكانت أحداث مذبحة عام 1942م عالقة في أذهان المسلمين، إلى جانب استبعادهم من الحكومة، فساعد ذلك على ظهور مجموعات إسلامية مسلحة في أراكان أعلنت حربها ضد البوذيين الموغ وانفصال أراكان عن بورما، وفي المقابل ظهرت عصابات بوذية مسلحة أيضًا، وفي خضم المصادمات طفت على السطح جماعة مسلمة مسلحة قوية الشوكة بقيادة الملك قاسم، وقد تمكنت تلك الجماعة من السيطرة على معظم أراكان، إلا أن الجيش البورمي حاصر الملك قاسم وأتباعه في جبال أراكان، مما اضطرهم إلى الهروب إلى باكستان الشرقية آنذاك بنجلاديش حاليًا، وفي نهاية المطاف اغتيل الملك قاسم في بنجلاديش بواسطة جواسيس البوذيين وانتهى أمر جماعته، وفي عام 1962 م وقع انقلاب عسكري في بورما بقيادة الجنرال (ني وين) البورماني البوذي، وبذلك استولى العسكريون الشيوعيون على الحكم، وازدادت مآسي مسلمي أراكان.
وخلال فترة الاستعمار البريطاني وسنوات الاستقلال الأولى، كان للمسلمين مكانتهم في المجتمع البورمي، فكانوا يشغلون مناصب رفيعة في الحكومة والمجتمع، وكانوا أيضًا في طليعة من كافحوا من أجل استقلال ميانمار عن الحكم البريطاني، ولهم دورهم البارز في مجال الأعمال التجارية والصناعية والأنشطة الثقافية، وكثير منهم كانوا موظفين عموميين وجنودًا وضباطًا، وعندما تم انتخاب آخر مجلس نواب في عام 1960م ، كان هناك على أقل تقدير وزير مسلم واحد وعدد من المسلمين في البرلمان. ولكن تغيرت الأمور عندما استولى "ني وين" على الحكم، وبدأت عملية طرد منهجية للمسلمين من الحكومة والجيش، وإن كان في الحقيقة لا يوجد هناك قانون ينص على طرد المسلمين من الجيش والوظائف الحكومية الأخرى، إلا أن هذا ما كان يحدث في الواقع، ولذا يمارس أكثر المسلمين في بورما التجارة أو الأعمال الوضيعة.
ويتعرض مسلمي بورما لعددًا من الممارسات القمعية على مر الحكومات المختلفة، من أهمها وأشدها وطأة : إصدار قانون الجنسية عام 1982م حيث سُلبت منهم جنسيتهم وصُنفوا على أنهم أجانب دخلوا بورما لاجئين أثناء الاحتلال البريطاني، وأنهم مواطنون من الدرجة الثالثة، وصار بإمكان الحكومة ترحيلهم متى شاءت، وبموجب هذا القانون تم حرمانهم من تملك العقارات وممارسة أعمال التجارة، وتقلد الوظائف في الجيش والهيئات الحكومية، وحرمانهم من حق التصويت في الانتخابات البرلمانية، ومن تأسيس المنظمات وممارسة النشاطات السياسية ومنعهم من الزواج إلا بموافقة الدولة، وعدم السماح للعائلة إلا بمولودين اثنين. ويشير تقرير لجنة الحريات الدينية التابع لوزارة الخارجية الأمريكية إلى أن :" مسلمي بورما يتعرضون لاضطهاد ديني تعسفي فالحكومة هي التي تحدد عدد المسلمين الذين بإمكانهم الاجتماع سويًا سواء أثناء ممارسة الشعائر الدينية أو في الاحتفالات الدينية وفي التعليم".
التهجير واللاجئون الروهانجينون :
بدأت هجرة ملايين اللاجئين المنتشرين خارج بورما بعد المذبحة الكبرى عام 1942م، وتعتبر عملية "نجامين" عام 1978م من أشد عمليات الإبادة والتهجير ضد المسلمين فى بورما ضراوة، فقد أدت هذه العملية إلى لجوء ثلاثمائة ألف مسلم إلى بنجلاديش حيث أقاموا فى معسكرات هناك، وتم إعادتهم إلى بلادهم تحت ضغط هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وبعد عودتهم قامت الحكومة بمصادرة أملاكهم ومزارعهم ومعاملتهم كأجانب فى بلادهم، هذا بالإضافة إلى قتل أعداد كبيرة من المسلمين إلى جانب عمليات السلب والنهب والاعتقال وإثارة الفزع والخوف والقلاقل بينهم بقصد إبادتهم وتشريدهم من ديارهم. وقد أدت أعمال العنف ضد المسلمين عام 1991 إلى فرار أكثر من 250.000 مسلماً إلى بنجلاديش، وأسهمت الحكومة في التحريض ضد المسلمين في ولاية شان ويانجون عام 1996م، وفي فبراير ومارس 1997م ارتكبت أعمال شغب ضد المسلمين، بدأتها منظمات مدعومة من الحكومة في مدينة ماندالاي. وتجددت المجازر التي ارتكبت ضدهم منذ عام 2012م وحتى الآن.
ويواجه اللاجئون الروهانجينون فى بنجلاديش أزمة إنسانية خطيرة، حيث ازداد عدد الوفيات بسبب انتشار الأمراض وعدم توفر العلاج، ومع أن بنجلاديش لم تكن طرفًا في اتفاقية اللاجئين لعام1951، إلا إنها لم تُعِد قسرًا أى لاجئ من الذين أتوا إليها من ميانمار، حتى في فترة مكوثهم الأولى في بنجلاديش عندما لم يكن هناك حضور أو دعم دولي، والشعب فى بنجلاديش بطبيعته الإسلامية متعاطف فى كثير من فئاته مع القضية الروهنجية، ولكن هناك تيار فى الحكومة يغذى فكرة بنجلاديش أولًا. ومع تفاقم الأزمة وزيادة عدد اللاجئين، قررت حكومة بنجلاديش فرض الحظر رسميًا على دخول جميع المساعدات للمهاجرين الروهنجيين، وقال أحد المسئولين أن المساعدات الخارجية للاجئين تحث وتشجع الروهنجيين المقيمين فى بورما على مغادرة وطنهم إلى بنجلاديش.
موقف المجتمع الدولي من الأزمة :
أشارت التقارير التي نشرت مؤخراً (بواسطة الأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، ولجنة الحريات الدينية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، ولجنة اللاجئين الأمريكية، وجماعات مراقبة حقوق الإنسان الأخرى ذائعة الصيت) بوضوح : إلى أن سجلات حقوق الإنسان في بورما تظل من بين النظم الأسوأ عالميّاً، حتى أن مسئولي الأمم المتحدة قد أقروا بأن الأقلية المسلمة في بورما هم أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم.
وقد أكدت صحيفة الجارديان البريطانية - عام 2014 - أن الأمم المتحدة أعربت عن مخاوفها العميقة إزاء عدم تضمين سكان الروهينجيا المسلمين في التعداد الذي يجري في البلاد، وأوضحت الأمم المتحدة إنها تلقت تأكيدات من الحكومة بتحديد الانتماء العرقي لكل مواطن في بورما، ومع ذلك وبحسب الصحيفة، فإن المتحدث باسم الرئاسة أعلن أن أي شخص يدعي أنه مسلم روهينجي لن يدرج في التعداد.
ويبدو أن النظام الحاكم في بورما خارج قائمة الأنظمة الحاكمة المنبوذة دوليّاً وغير خاضع لأي ضغط فِعْليّ من أي جهة، فقد هدد رئيس وزراء ولاية أراكان في أواخر عام 2014م، بإيقاف دخول كافة المساعدات الإنسانية الدولية عن مسلمي الروهينجيا؛ في حال استخدام مصطلح "الروهينجيا" من قبل مقدمي تلك المساعدات، وقال : في مؤتمر صحفي : " سنحاول إثبات أن الروهينجيا لم يكونوا موجودين عبر التاريخ في الولاية " مشيراً إلى أن عمليتين لتدقيق المواطنة ستنفذان في ولاية أراكان بدايةً من عام 2015، بإشراف من دائرة الهجرة.
وعلى الرغم من الشواهد الواضحة على انتهاك حقوق الإنسان للشعب الروهينجي، فإن جيران بورما مستمرين في تجاهل معاناة هذا الشعب، والأمم المتحدة تلعب دور المتفرج. ولا نكون مبالغين إذا قلنا إن موقف المجتمع الدولي من مأساة المسلمين في بورما هو موقف هزيل ولا يتناسب مع حجم المأساة، فرغم التقارير والتصريحات الصادرة عن المؤسسات والمنظمات الدولية  بصدد انتهاكات حقوق الإنسان في بورما إلا أن القرارات التي تتخذ بصدد حملات التطهير العرقي لمسلمي الروهينجيا لا تتجاوز الشجب والتنديد، ولكن تظل قيمة تلك التقارير في أنها تلقي الضوء على حجم المأساة.

أهم المصادر والمراجع: 
- إسماعيل إلياس المتمني: اللاجئون داخل ميانمار وخارجها، مجلة البيان، العدد 306، 14/12/2012.
-  الأمم المتحدة - مجلس حقوق الإنسان: الاستعراض الدوري الشامل (تقرير الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل – بنجلاديشالدورة الحادية عشرة، فبراير 2009.
- سعود كابلي: مسلمو بورما.. ضحايا الجغرافيا السياسية، 21/4/2013
-   سيد عبد المجيد بكر: الأقليات المسلمة في آسيا واستراليا، سلسلة دعوة الحق – العدد 23، دار الأصفهانى للطباعة والنشر، جدة، 1393هـ.
-    مجلة صوت الروهنجيا - مجلة دورية ثقافية اجتماعية تصدر عن المركز الروهنجى العالمى GRC.
-   محمد بن ناصر العبودى: بورما (الخبر.. والعيان ) ، ط 1، مكة المكرمة، 1991.
-  محمود شاكر: التاريخ الإسلامى – التاريخ المعاصر (الأقليات الإسلامية)، ط 2، ج 22، المكتب الإسلامى، بيروت، 1995. 
-  معاذ أحمد عبد الرحمن: مسلمو أراكان وستون عامًا من الاضطهاد (ومعه ملحق بأحداث 2012)، ط 2، شبكة الألوكة ، www.alukah.net
-    نور الإسلام بن جعفر على آل فائز: المسلمون فى بورما (التحديات والتاريخ)، سلسلة دعوة الحق، العدد 115، رابطة العالم الإسلامى، مكة المكرمة، 1991.
-  وكالة أنباء آراكان – الوكالة الرسمية المعتمدة لدى اتحاد الروهينجا: اتحاد (ARU) ومركز (GRC http://www.arakanna.com  
- Annual Report of the U.S. Commission on International Religious Freedom,  April 2013.
-  Human Rights Watch Report 2013, events 2012, Printed in the United States of America.
-  Islamic Human Rights Commission: Myanmar’s Muslims The Oppressed of the Oppressed, Rianne ten Veen, England, October 2005.