بقلم: د. محمد جمال الشوربجي
حملت الحكومة المصرية في العهد الملكي على عاتقها المشاركة في مؤتمرات
المستشرقين التي تعقد في العواصم والمدن
الأوروبية، فكانت ترسل وفد أو ممثل لها لحضور هذه المؤتمرات للوقوف على آخر
المستجدات في الدراسات العربية والإسلامية؛ وبخاصة مجال التراث، وقد بدأت هذه المؤتمرات
في الانعقاد سنة 1881م، وفيما يلي صور من مشاركات مصر في هذه المؤتمرات.
- مؤتمر المستشرقين الثامن 1889م:
عقد في عاصمتي النرويج والسويد سنة 1889م، وشارك في هذا المؤتمر وفد عن
الحكومة المصرية على رأسه الأستاذ محمد أمين فكري بك –قاضي محكمة استئناف مصر
الأهلية- الذي وضع كتاب بعد عودته من المؤتمر سماه "إرشاد الألبا إلى محاسن
أوروبا" وصف فيه العواصم الأوروبية الشهيرة[1]،
والأستاذ محمود عمر أفندي بن أحمد الباجوري الذي كتب بعد عودته كتاب "الدرر
البهية في الرحلة الأوروبية" تحدث فيه عن مشاهدته في رحلته للسويد والنرويج[2].
- مؤتمر المستشرقين التاسع 1892م:
عقد في شهر سبتمبر في لندن، وشارك في هذا المؤتمر ممثلاً عن الحكومة
المصرية وفد برئاسة شيخ العروبة أحمد زكي باشا(ت:1930م)، وقد وضع رسالة سماها
"السفر إلى المؤتمر"[3]،
وصف فيها عما شاهده أثناء رحلته في البلاد الأوروبية، كما لخص الخطبة التي ألقاها
أحمد أفندي عزت التي ألقاها في المؤتمر بتاريخ 8سبتمبر، وطبعت ببولاق 1892م[4].
- مؤتمر المستشرقين 1896م:
عقد في جنيف بسويسرا، ، وشارك في هذا المؤتمر
ممثلاً عن الحكومة المصرية أمير الشعراء أحمد شوقي(ت:1932م)[5].
- مؤتمر المستشرقين 1912م:
عقد في أثينا باليونان، وشارك في هذا المؤتمر
ممثلاً عن الحكومة المصرية وفد على رأسه شيخ العروبة أحمد زكي (ت:1930م)، وقد
اغتنم أحمد زكي هذه الفرصة، وتحدث عن كتاب الأصنام لابن الكلبي، والنسخة التي حصل
عليها، وأنه بصدد تحقيق الكتاب في خطبته التي ألقاها في المؤتمر[6]،
وبالفعل حقق الكتاب تحقيقاً علمياً في سنة
1914م.
- مؤتمر المستشرقين 1957م:
أوفدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدكتور صلاح الدين المنجد-مدير
معهد المخطوطات بالقاهرة- لتمثيلها في مؤتمر المستشرقين الرابع والعشرين الذي
انعقد في مونيخ(أغسطس-سبتمبر1957م)، وقد ألقى الدكتور المنجد في الساعة التاسعة في
صباح يوم الخميس في 29أغسطس محاضرة بالفرنسية عن نشاط معهد المخطوطات العربية،
تحدث فيها عن نشأة المعهد وغايته، والبعثات التي أوفدها لتصوير المخطوطات، وعن
مجلة المعهد، وفهارسه ومطبوعاته. وأعلن أن هذه المصورات هي تحت تصرف علماء
الإنسانية كلها ليفيدوا منها في أبحاثهم ودراساتهم. وقد رأس المنجد القسم السادس
في المؤتمر(الدراسات الإسلامية)، وشارك في المناقشات التي تمت حول المكتشف جديدا
من المخطوطات ونسبتها إلى أصحابها[7].
الحواشي: