بقلم: د/ محمود محمد خلف
عضو اتحاد المؤرخين العرب
إن علم التصوف الإسلامي
نشأ في كنف العلوم الدينية، ولكنه اختص بجانب الأخلاق والسلوك. يقول العلامة ابن
خلدون:" علم التصوف من العلوم الشرعية الحادثة في الملة، وأصله عند سلف الأمة
وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم طريق الحق والهداية وأصلها العكوف على العبادة
والانقطاع إلى الله تعالى والإعراض عن زخارف الدنيا وزينتها"[i]،
فالتصوف أساسه الخُلْق، لأن الأخلاق هي روح الإسلام. قال ابن قيم الجوزية:"
اجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم على أن التصوف هو الخُلْق"[ii]،
ويقول الكتاني:" التصوف خُلْق ، فمن زاد عليك في الخُلْق، زاد عليك في الصفاء
"[iii].
ماهية الصوفية:
أما عن أصعب سؤال يواجه
الباحث في حقل الدراسات التاريخية، فهو: ما مفهوم التصوف في الإسلام ؟!
اختلف العلماء والمفكرون
قديمًا وحديثًا حول وضع تعريف دقيق لمفهوم التصوف الإسلامي، فيرجع بعض المؤرخين
أصل كلمة تصوف إلى صدر الإسلام، أعني به عصر الرسول وأصحابه والتابعين، غير أنهم
فضلوا التسمية بـ "الصحابة" أو "التابعين" لأنها أعلى شرفًا
من لفظ الصوفية. يقول القشيري: "بعد وفاة النبي كان المسلمون ممن صحبوه يرون
لأنفسهم شرفًا لا يدانيه شرف في أن يسموا بالصحابة، وكذلك الأمر بالنسبة للجيل
الذي تلاهم، فكانوا يرون في إطلاق لفظ التابعين عليهم شرفًا، فلم تظهر - لذلك -
تسمية المقبلين على العبادة من الزهاد والعباد والنساك والبكائين، اسم الصوفية إلا
بعد جيل الصحابة والتابعين"[iv].
هذا، وقد اختلف العلماء
في اشتقاق كلمة "صوفي"، فقيل: إن الاسم لا اشتقاق ولا قياس له في
العربية، وقيل: هو مشتق من الصفا، وقيل: مشتق من الصفو بمعنى الصفاء أيضًا، وقيل:
إنه مشتق من الصوف، لأن الصوفية في الصف الأول أمام الله تعالى. وقيل: أنه نسبة
لأهل الصُّفة وكانوا قومًا من فقراء المهاجرين والأنصار بُنيت لهم صُفة في مؤخرة
مسجد الرسول، وكانوا يقيمون فيها ، وكانوا معروفين بالعبادة[v].
وغلا بعض المؤرخين فنسبهم إلى صُوفة بن مرة أحد سدنة الكعبة في الجاهلية[vi].
وقيل: مشتقة من كلمة "سوفيا" اليونانية التي تعني الحكمة[vii]،
وقيل: غير ذلك.
وقد جمع المستشرق الإنجليزي نيكلسون ثمانية وسبعين تعريفًا للصوفية[viii].
ومن قَبله جمع أبو منصور عبد القاهر البغدادي [المتوفى في عام: 429هـ/1037م] على
الترتيب الأبجدي، من مؤلفات أقطاب الصوفية الثقات، ما يقرب من ألف تعريف للصوفية
والصوفي[ix].
وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن التصوف في الإسلام قد مر بمراحل متعددة ، وتواردت
عليه - كما يقول الدكتور التفتازاني - ظروف مختلفة، واتخذ تبعًا لكل مرحلة، ووفقًا
لما مر به من ظروف، مفاهيم متعددة ، ولذلك كثرت تعريفاته، وكل تعريف منها قد يشير
إلى بعض جوانبه دون البعض الآخر[x].
والرأي الراجح - وهو ما أميل إليه - عند
كثير من المؤرخين قديمًا[xi]
وحديثًا[xii]
أن اشتقاق كلمة (صوفي) هو من (الصوف ) فيُقال: تصوف الرجل إذا لبس الصوف، وكان لبس
الصوف شعارًا للعباد والزهاد في أول نشأة الزهد.
أما عن أحمد بن عيسى الخراز، فيُعد من أجل
مشايخ الصوفية، بغدادي الأصل، نُسب إلى خرز الجلود، وكان مشهورًا بالورع والمراقبة،
وحسن الرعاية والمجاهدة، كما يقول الخطيب البغدادي[xiii].
سمع في صباه الحديث من
إبراهيم بن بشار الخراساني صاحب إبراهيم بن أدهم، ومحمد بن منصور الطوسي، ثم صحب
أعيان التصوف في زمانه؛ من أمثال: ذي النون المصري، وأبى عبد الله النباحي، والسرى
السقطي، وبشر بن الحارث، وغيرهم.
عُرف الخراز بأنه "قمر
الصوفية"، وقال عنه الذهبي: "هو إمام القوم في كل فن من علومهم، له في
مبادئ أمره عجائب وكرامات، وهو أحسن القوم كلامًا"[xiv]،
وقال ابن كثير: "له كرامات وأحوال وصبر على الشدائد"[xv].
وكان محبًا للذكر، مقبلاً على الله تعالى بكليته. قال عنه الجُنْيد: "لو
طالبنا الله (تعالى) بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا. فإنه أقام كذا وكذا
سنة ، يخرز ما فاته الحق بين الخرزتين [يعني ذكر الله تعالى]"، وقال شيخ
الإسلام الهروي: "لا أعرف أصلاً من المشايخ فاق الخراز في علوم التوحيد".
وكان للإمام أبي سعيد الخراز كلامٌ طيبٌ،
ترق له القلوب، ولا بأس أن نقتبس بعض هذه العبارات، قال: "مَن ظن أنه ببذل
الجهد يصل فمتمن، ومن ظن أنه بغير بذل الجهد يصل فمتعنِ"، ومن كلامه: "كل
باطن يخالفه ظاهر فهو باطل"، وقال: "علامة سكون القلب إلى الله تعالى أن
يكون بما في يد الله تعالى أوثق منه بما في يده "، وقال: "اجتنبوا دناءة
الأخلاق، كما تجتنبون الحرام"، وقد ذخرت كتب الصوفية بكثير من هذا الكلام
الطيب لأبي سعيد الخراز.
المحنة:
تعرض الخراز لمحنة عظيمة
في بغداد ، يرجع سببها إلى أقوال الصوفية ، الذين - عادة - ما يعبرون عن وجدانهم
أو محبتهم لله تعالى بألفاظ غريبة لا يفهمها جمهور الناس ويقف منها علماء أهل
السُّنَّة موقف الريبة، فيألبون عليهم عوام الناس. ومن ذلك ما حدث فيما عُرف
تاريخيًا بـ"محنة غلام الخليل"، وفيها نُسب إلى الصوفية كثير من كلام
الزندقة، ومن ثم قُبض عليهم، وبعد فترة ليست بالقليلة أَطلق سراحهم القاضي إسماعيل
بن إسحاق الذي "لم تثبت عنده تهمتهم، فأطلق سراحهم" كما يقول الجامي[xvi].
ولم تكن هذه المحنة
الأخيرة التي تعرض لها صوفية بغداد، حيث توالت عليهم المحن بسبب كلامهم غير
المفهوم للعوام. وعن هذه المحنة الأخيرة كتب المؤرخ الصوفي أبو القاسم القشيري
رسالة هامة ، تحت عنوان : "شكوى أهل السُّنَّة بما نالهم من المحنة"؛
احتفظ بها السبكي في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"[xvii]،
ووردت منها أصول خطية مستقلة[xviii].
نظرية الفناء والبقاء:
كان من الطبيعي أن تنال
هذه الفتن من أبي سعيد الخراز، الذي أخذ يفكر في الموت والحياة ، فأخرج لنا نظرية
"الفناء والبقاء" فكان أول مَن تكلم في هذه النظرية. وهي تعني ببساطة
شديدة: أن تتحرر الروح شيئًا فشيئًا، من كل ما هو غير رباني، فهو تلاشي الصوفي عن
وجوده الحسي. ويستلزم ذلك "الفناء" "البقاء" أو الاتحاد
بالحياة الربانية. والغاية القصوى عند الصوفي المسلم - باختصار شديد - أن يصير
ربانيًا.
وهذا المذهب، أو الفلسفة
الصوفية التي وضع حجر الأساس لها أبو سعيد الخراز، قد آتت أُكلها بعد ذلك على يد
الحسين بن منصور الحلاج، الذي قُتل في بغداد سنة [309هـ/ 922م].
والذي يهمنا هنا أن نذكر
أن نظرية "الفناء والبقاء"، قد قُوبلت برفض شديد من عوام المسلمين،
وبهجوم أشد من علمائهم، وذلك لأن الشبه واضح بين هذه النظرية، وبين المذهب المسيحي،
الذي يقول ببقاء السيد المسيح، لذا كانت هذه النظرية عند المسلمين كُفرًا، بل من أشر
أنواع الكفر.
كان من الطبيعي إذًا، أن
ينكر جمهور الناس مثل تلك النظريات التي أذاعها أبو سعيد الخراز في كتابه
"السر"[xix]،
والذي لم يفهم الناس ما جاء فيه من عبارات غامضة، أنكرها عليه علماء أهل
السُّنَّة، ومن ثم فقد نسبوه إلى الكفر والإلحاد.
ومن عبارات أبي سعيد
الخراز التي وردت في كتابه المفقود "السر"، والتي وصلت إلينا نُتَّف
منها في بعض المصادر، قوله: "إن الله تعالى عجل لأرواح أوليائه التلذذ بذكره
والوصول إلى قربه، وعجل لأبدانهم النعمة بما نالوه من مصالحهم، وأجزل نصيبهم من كل
كائن فعيش أبدانهم عيش الحنانيين، وعيش أرواحهم عيش الربانيين. لهم لسانان: لسان
في الباطن يعرفهم صنع الصانع في المصنوع، ولسان في الظاهر يعلمهم علم المخلوقين.
فلسان الظاهر يكلم أجسامهم، ولسان الباطن يناجي أرواحهم"[xx].
وقوله: "وقد سُئل عن الأُنس، ما هو؟ فقال: استبشار القلوب بقرب الله تعالى
وسرورها به وهدوؤها في سكونها إليه، وأمنها معه يكون هو المشير، لأنها ناعمة به،
ولا تحمل جفاء غيره"[xxi].
وقوله: "ظللتُ زمانًا طويلاً أطلبهُ فأجد نفسي، وأنا الآن أطلبُ نفسي فأجده.
فإذا وجدتم خلصتم عن كل شيء، وإذا خلصتم وجدتم، فأيهما يكون مُقدمًا؟ الله أعلم!
وإذا تجلّى الله تعالى فلن تكون، وإذا لم تكن فهو مُتجلّ ، أيهما المقدم؟ الله
أعلم!". وقوله: كنت في عرفات، والحجاج يتضرعون ويبكون ويدعون، قال: فجاء في
خاطري: أنا أيضًا أدعو!. ثم قلت في نفسي لا أدعو. فما بقى شيء إلا أعطانيه! ثم
عزمت ثانية على الدعاء، فهتف هاتف: أتدعو بعد وجود الحق؟! يعني: أبعد الوصول تطلب
مني شيئًا، وفي قول آخر: أبعد وجود الله تسأل الله غير الله؟"[xxii].
وقوله: "التوكل اضطراب بلا سكون، وسكون بلا اضطراب". قال شيخ الإسلام
الهروي: " كاد الخراز يكون نبيًّا من جهة علو شأنه، وكان إمام هذا
الطريق".
وقد أطلت الاقتباس من
كلام الرجل حتى لا يظن أحدٌ أننا متحاملون عليه، ولعلك تتفق معي: إن مثل هذه
الألفاظ والعبارات غامضة على جمهور الناس، ومن حقهم الشك في قائلها، ناهيك عن
مخالفتها للمفاهيم الإسلامية. قال عن نفسه: كنتُ في البادية فنالني جوع شديد،
فطالبتني نفسي أن أسأل الله طعامًا. فقلت: ليس هذا من فعل المتوكلين". فهذا
الشيخ - كما يقول الأستاذ إحسان إلهي ظهير - خالف السُّنَّة في الخروج إلى البادية
دون زاد، وفهم التوكل فهمًا خاطئًا، والله سبحانه وتعالى خلق الأسباب، وطلب من
العباد الأخذ بها، والمسلم لا يعتمد على الأسباب وحدها، ولكن يفعلها ويتوكل على
الله، ويطلب النتائج من الله"[xxiii].
الخراز في بخارى[xxiv]:
أثارت نظرية الخراز
لججًا كبيرًا في بغداد، فثارت عليه الرعية، فاضطر إلى الرحيل إلى صيدا على ساحل
البحر المتوسط، ونزل دمشق ولكن لم تطب له الحياة فيها، فرحل إلى بخارى.
ولنا هنا سؤال، أكان
خروج الخراز إلى بلاد ما وراء النهر [بخارى] هروبًا من الخليفة؟ أم هروبًا من عوام
الناس؟ فبخارى - كما هو معروف - كانت مكانًا بعيدًا عن مقر الخلافة الإسلامية في
بغداد. أم كان خروجه لنشر أفكاره ونظريته في هذه البلاد؟.
يبدو - لي - إن خروج
الخراز لبلاد ما وراء النهر، كان للهدفين معًا. فبخارى أرض صالحة لنشر مثل هذه
الأفكار، خاصة أن رعايا أكاسرة الفرس يرون فيهم آلهة وقد استقرت هناك مذاهب التجسيد
incarnation
والتشبيه Anthropovnorphism والتناسخ Metimpsychosis وقد امتزجت الطبيعة الإلهية بالطبيعة
البشرية [عند حكامهم] وصارت هذه قاعدة أصيلة عندهم. قال السري بن المُغَّلس السقطي
[155 - 253هـ/771 - 867م]: "ما دام هذا العلم [الصوفية] في خراسان باقيًا،
فهو باق في جميع البلدان، فإذا انقطع من خراسان فلا نجده في بلد من البلدان".
ويبدو لي - كذلك - إن
هذه النظرية، أعني نظرية: "الفناء والبقاء" قد وجدت أرضًا خصبة في
بخارى، فوجدت مَن يعتنقها، ثم صارت لهم آراء في هذه النظرية تختلف عن صوفية
العراق. قال الشيخ أبو علي الأسود: "أهل ما وراء النهر يقولون: إن لم تنقطع
لم تتصل"، وأهل العراق يقولون: "إن لم تجده لم تنقطع" وكلاهما
سواء. ثم قال: لكني مع العراقيين، لأن سبقه تعالى أحسن"[xxv].
وانظر إلى قوله: "لكني
مع العراقيين" يؤكد صحة ما أشرتُ إليه، من أن صوفية بلاد ما وراء النهر أصبحت
تنافس - بالفعل - صوفية بغداد.
هكذا، استطاع الخراز أن
يغرس أصول هذه النظرية في بخارى، إذًا ليس من الغريب أن يهاجر الحلاج - بعد ذلك -
إلى بلاد ما وراء النهر ليرعى هذه النظرية. قال الخطيب البغدادي: "ثم قصد [الحلاج]
خراسان ثانيًا، ودخل ما وراء النهر وتركستان... ودعا الخلق إلى الله تعالى على [نظريته]
وصَنَّف لهم كُتبًا"[xxvi].
الخراز في مصر:
وعلى كل، بعد أن اطمأن
الخراز على نفسه وعلى ثمار غرسه في بلاد ما وراء النهر [بخارى] توجه إلى مصر
والتقى فيها بذي النون المصري. وكان من الطبيعي أن يلتف حوله أقطاب الصوفية للأخذ
عنه، و كان من أشهرهم: على بن محمد الواعظ المصري، وأبو محمد الجريري، وعلي بن حفص
الرازي، وأبو الحسن بن بنان، وآخرون.
والسؤال الآن: ما هو
موقف الشعب المصري من نظرية الخراز؟ هل قابلها بالاستحسان كما فعل أهل بلاد ما
وراء النهر؟ أم رفضها وأعرض عنها كما فعل أهل العراق؟!
قبل الإجابة على هذا
السؤال، أقرر: إن الشعب المصري من أكثر شعوب الأرض تدينًا، ومعرفة بالله تعالى،
وحبًا لرسوله. وقد وجدت الصوفية في مصر مكانًا خصبًا؛ ويكفينا ذكر ذي النون المصري
وابن الفارض، وغيرهما من أقطاب الصوفية المصرية. ولكن هذا الشعب المتدين رفض نظرية
الخراز رفضًا باتًا. ليس من منطلق رفض أهل العراق لها، ولكن لأن طابع مصر الذي
تجلى في التصوف - كغيره من ألوان التفكير والتعبير - هو حب الوضوح والاستقامة
والبساطة والتعاليم الواضحة. أما هذه النظرية الغامضة "الفناء والبقاء"
فقد أنكرها الشعب المصري. قال أبو عبد الرحمن السُّلمي: "أنكر أهل مصر على
أبي سعيد، وكفروه بألفاظه... وأخرجوه من مصر"[xxvii].
توارى الخراز عن الأنظار
في مصر، حيث لم يستطع العودة مرة ثانية إلى بغداد، وظل في القاهرة إلى أن توفى بها
- على اختلاف بين المؤرخين - سنة [279هـ/892م] وقيل: [286هـ/899م] ودفن بالمقطم.
مُصَنَّفاته:
أثار الخراز جدلًا
كبيرًا في حياته، وأتعب المؤرخين القدامى حول وفاته، وحير المؤرخين المُحَدثين في
نسبة بعض المُصَنَّفات إليه، وهي كالتالي: كتاب: "السر"، سبق ذكره،
وأجمع المؤرخون قديمًا وحديثًا على صحة نسبته إليه، وكتاب: "الصدق"، وكتاب:
الطريق إلى الله"، وكتاب: "الصفات"، وكتاب: "الضياء"، وكتاب:
"الكشف والبيان"، وكتاب: "الفراغ"، وكتاب: "الحقائق"،
وكتاب: "معيار التصوف وما هيته".
صفوة القول: أن الشيخ
أبا سعيد الخراز، قد ترك لنا نظرية جديدة في التصوف الإسلامي، هي نظرية "الفناء
والبقاء" ولكن الرجل لم يحظِ بالشهرة التي يستحقها بين أقطاب الصوفية، إلا
أنه - بحق - يعد أحد المجددين في مجال التصوف، كما يعد سابقًا للقطب الصوفي الحسين
بن منصور الحلاج، الذي طبقت شهرته الآفاق، بفضل النظرية التي وضع حجر أساسها الشيخ
أبي سعيد الخراز، الذي يكفيه - بغض النظر عن صحة أو خطأ هذه النظرية - أنه هاجر من
أجل مبادئه إلى بلاد ما وراء النهر، لذا نؤكد على أن الخراز كان - بحق - قطب من
أقطاب الصوفية.
قال الشيخ أبو سعيد عن نفسه: "صحبت الصوفية
ما صحبت، فما وقع بيني وبينهم خلاف، قالوا: لِمَ ؟ قال: لأني كنتُ معهم على
نفسي".
[i] ابن خلدون:
المقدمة (3 / 989 ).
[ii] ابن قيم
الجوزية: مدارج السالكين: (2/ 316 ).
[iii] القشيري:
الرسالة القشيرية: (ص 466).
[iv] القشيري: نفس
المصدر: (ص 464).
[v] الكلاباذي:
التعرف لمذهب أهل التصوف: (ص 9)، القشيري: نفس المصدر: (ص 465).
[vi] ابن الجوزي:
تلبيس إبليس: (1/ 146).
[vii] مصطفى الشكعة:
إسلام بلا مذاهب: (ص 503).
[ix] ابن الصلاح:
طبقات الفقهاء الشافعية: (2 /554)، السبكي: طبقات الشافعية الكبرى: (5 /140).
[x] مدخل إلى التصوف
الإسلامي: (ص11).
[xi] الكلاباذي:
التعرف لمذهب أهل التصوف: (ص 10)، القشيري: الرسالة القشيرية: (ص 464)، ابن خلدون:
المقدمة: (3 /989).
[xii] انظر ــــ على
سبيل المثال ـــــ : أحمد أمين: ظُهر الإسلام (2/258)، التفتازاني: المدخل إلى
التصوف الإسلامي: (ص21)، صفي علي محمد: الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط: (ص
275).
[xiii] تاريخ بغداد: (4/
276).
[xiv] سير أعلام
النبلاء: (13/ 420)، ابن العماد: شذرات الذهب: (2/ 192).
[xv] البداية
والنهاية: (11/ 68).
[xxiv] هي: إحدى مدن
جمهورية أوزبكستان الحالية، وكانت مسقط رأس الإمام محمد بن إسماعيل البخاري. ياقوت
الحموي: معجم البلدان: (1/ 280)، ولمزيد من التفاصيل عن تاريخها، انظر: محمود محمد
خلف: الفتح الإسلامي لبلاد ما وراء النهر بين حقائق المؤرخين وأوهام المستشرقين: (ص
100).
[xxvii] الذهبي: تاريخ
الإسلام: (21/ 78)، وكتابه: سير أعلام النبلاء: (13/ 421)، ولم أعثر على هذا النص
في طبقات الصوفية للسُّلمي المطبوع بين أيدينا.