جديد المقتطف

Post Top Ad

الجمعة، 19 يونيو 2015

القرابين عن بنى إسرائيل

بقلم: مي سعيد عبد المنصف
تعتبر القرابين واحدة من  الشعائر المهمة في مختلف الأديان، وقدمت كل شعوب الأرض قرابينها إلى الإله لنيل الرضا وتجنب الغضب،  واليهودية كغيرها من الأديان عرفت القرابين منذ بدايتها الأولى وقدم أنبياء بني إسرائيل الكثير من القرابين لله والتي ارتبطت بأحداث مهمة في تاريخهم.

تعريف القربان: 
هو عبارة عن هدية يتقرب بها الشخص للإله من أجل  قضاء حاجة يريدها، أو للشكر والاعتراف بعون حصل عليه الشخص قبل تقديمها، ويسمى القربان في اللغة العبرية (קָרְבָּן)، وقد ورد هذا اللفظ (80)  مرة في العهد القديم.

شروط القرابين:
كان للقرابين فى اليهودية  شروط  معينة لابد من توافرها فى القربان  حتى يتقبلها الرب، ومن أهم هذه الشروط التالى:
1/ إذا كان القربان حيوانياً لابد أن يكون من البقر أو الغنم أو الماعز أو الحمام واليمام دون غيرها من أنواع الحيوانات والطيور .  
2/ أن يكون صحيحاً خالياً من النقص والعيوب .  
3/ أن لا يقل عمر الحيوان القربان عن سبعة أيام .  
4/ أن يكون ذكراً في بعض أنواع القرابين كذبيحة السلامة .  
5/ ضرورة الإتيان بالقربان إلى باب خيمة الاجتماع .  
6/ يجب إشراف الكاهن على القربان وقيامه بتقديمه والصلاة عليه وذكر الأدعية نيابة عن صاحبه.      
7/ إلا يكون الحيوان مشترى من غير اليهود أو يأكل منه غير اليهود أو اقلف أو نجس ولا يؤكل إذا انتجس أو تأخر عن وقته.  

أنواع القرابين:
تشتمل القرابين على عدة أنواع:

أولها: القرابين البشرية: فقد نصت شريعة اليهود على ان كل بكر من الأولاد يقدم قرباناً للإله، حيث ورد في (سفر الخروج34 :20) وقد ظل اليهود يقدمون أبكار أولادهم مع أبكار حيواناتهم فترة طويلة من الزمن امتدت إلى ما بعد عهد سليمان، وحتى عهد انقسام المملكتين، ثم قرر الكهنة ان الإله أصبح يكتفي بجزء من الإنسان بدلاً من ان يضحى بالإنسان كله، وكان هذا ا لجزء المضحى به هو ما يقتطع في عملية الختان، و بقيت عملية الختان رمزاً للقرابين البشرية، وأصبح يضحى بالبقر و الخراف وبواكير الثمار مع الجزء الذي يقتطع في الختان و يحرق أمام المعبد.

ثانيًا: القرابين الحيوانية: 
التي تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسة هي كالاتي : 

1- ذبيحة المحرقة :
وسبب تسميتها بهذا الاسم إنها تحرق على المذبح ولفظها بالعبرية (עולה) وتحرق هذه الذبيحة باستثناء الجلد والأمعاء ولا يؤكل منها شيئا، وكان اليهود يقدمون هذا النوع من القرابين طلباً للرضا من ربهم ولها أكثر من نوع، فأنواع المحرقات كالتالي:
أ- المحرقات اليومية : يذكر الإصحاح السادس من سفر اللاويين إن رب إسرائيل قد فرض على اليهود أن يقدموا محرقات يومياً في الصباح والمساء ، بحيث لا تنطفأ النار على المذبح.
 ب - محرقات الأعياد والمواسم : حيث جاء في الإصحاح الثالث والعشرين من سفر اللاويين في معرض الحديث عن الأعياد، إن الله قد أوصى موسى بتقديم القرابين في هذه الأعياد والمناسبات الدينية وإقامة طقوس معينة ، وتختلف المحرقات التي تقدم في هذه الأعياد كماً ونوعاً من عيدٍ إلى أخر.
ت - محرقات خاصة : كانت تقدم هذه المحرقات في ظروف استثنائية كالتي تقدم في رسا مة الكاهن ، أو ولادة المرآة ، أو التي تقدم في حالة الشفاء من المرض، وكانت هذه الأنواع الثلاثة من المحرقات إجبارية لابد من إقامتها ويتضح ذلك وفقا لما ورد في (اللاويين 8:12 )و (لاويين5:15 ).
ث - المحرقات الاختيارية: وهي تقدم عن ما ينذره الشخص تقربا للرب (لاويين  18:22-19).

2- ذبيحة السلامة
وسميت بهذا الاسم لأنها تقدم للشكر في ظروف الفرح والنجاح كما يقدمها الإنسان لأجل خير يرجوه ، أو لخير ناله، وهي تقدم عن الفرد وكذلك عن مجموع الشعب وهي قديمة العهد قبل شريعة موسى، ولا يشترط في ذبيحة السلامة أن تقدم من ذكور الحيوانات بل تقدم من البقر أو الغنم أو الماعز ذكورا أو إناثا، وتصنف على نوعين:   
أ/  ذبيحة السلامة للشكر: وهذه لابد أن تكون مصحوبة بتقدمة نباتية تعد بصورة أقراص فطير معجونة بزيت، ويشترط في ذبيحة الشكر ان يؤكل لحمها في ذات اليوم الذي تقرب فيه ولا يبقى منه شيء إلى الصباح. ( لاويين12:7)
 ب/ ذبيحة السلامة عن نذر أو نافلة : والنذر عبارة عن تعهد اختياري يتعهد به الإنسان لأمر يرجوه من الرب، والنافلة هي عطية التطوع أو ما زاد عن الواجب المطلوب.

3- ذبيحة الخطيئة: وهي الذبيحة التي تقدم للتطهير من الخطايا التي تقترف دون قصد وإرادة وتعرف بالعبرية  (חטא ה –خطيئة) من الفعل (חטא – أخطأ)  ويصنف رجال الدين اليهود هذة الذبيحة الى ثلاثة اصناف هى:
أ/ ذبيحة الخطيئة عن رئيس الكهنة : وهذه تقدم ثورا صحيحا يقوم الكاهن بتقريبه إلى باب خيمة الاجتماع ، ويضع يده على راس الثور ويعترف بخطاياه، (لاويين3:4-12).
ب/  ذبيحة الخطيئة عن الشعب: وهذا القربان يقدم عن خطايا الشعب بأكمله وهو عبارة عن ثور يؤتى به إلى باب خيمة الاجتماع ولا يشترط ان يضع كل الشعب أيديهم فوق راس تلك الذبيحة بل يكتفي بوضع شيوخ الجماعة أيديهم على رأس الثور ويعترفون بخطايا الشعب ثم يذبح الثور وتمارس ذات الطقوس المتبعة في ذبيحة الخطيئة عن رئيس الكهنة، (لاويين4:13/21).
ت/ ذبيحة الخطيئة الفردية: وهذا النوع من القرابين يقدم إذا أخطأ فرد من عامة الناس فيكون عليه أن يتقرب بعنزة أو شاة أنثى من الضأن تذبح ذبحا طقسياً كذبيحة الخطيئة عن الزعماء والقادة، (لاويين4:28-32).

4- ذبيحة الإثم : والإثم يعني الذنب وهو ما يقع فيه الإنسان نتيجة مخالفة الشرائع عمدا، ولهذه الذبيحة  نفس الطقوس التي تجرى لذبيحة الخطيئة .

ثالثًا: القرابين النباتية:  
 يسمي اليهود القرابين النباتية (تقدمة) وبالغة العبرية (מנחה – هدية /عطية  قربان أو ضحية أو تقدمة) ولهذا النوع من القرابين شروط عامة أهمها ما يأتي:
١. ان يكون من دقيق الحنطة وهو اثمن أنواع الدقيق ، ويجب ان يكون ناعماً نقياً ومعه زيت الزيتون النقي .
٢. أن لا يصنع خميرا .
 ٣. ان لا يكون فيه عسل .
ومن أنواع القرابين النباتية التالي:
١. الدقيق مع الزيت (لاويين2:1-3)
٢. التقدمات المخبوزة في التنور  
3. القربان المطبوخ في طاجن (لاويين2: 4-7).

المراجع والمصادر:
1/العهد القديم
2/ شاحاك(اسرائيل): الديانة اليهودية وطأة ثلاثة آلاف سنة، ترجمة صالح على سوداح، ط، بيسان للنشر والتوزيع، بيروت،1995م.
3/ شنودة(زكى): المجتمع اليهودى، مكتبة الخانجى، القاهرة، د.ت.
4/ لوبون (جوستاف): اليهود في تاريخ الحضارات الأولى، ترجمة عادل زعيتر تقديم محمود النجيرى،ط1، دار طيبة للطباعة، الجيزة 2009م.
5/בן מימון (משה): משנה תורה، הוצאת הרב קוק، ירושלים، תשכ''ג.
6/ אלבק (חנוך): מפורשים ששה סדרי משנה، סדר קדשים، מוסד ביאליק، הדפסה חמישית، ירושלים، תשל''ח.