جديد المقتطف

Post Top Ad

الاثنين، 20 فبراير 2017

السلطانة المتعبدة عصمة الدين خاتون

بقلم الباحث: علاء مصري إبراهيم النهر *

قامت المرأة المسلمة إبّان الدولة الزنكية بدورٍ كبيرٍ وفعال في الحياة الفكرية؛ فأسهمت في بناء المنشآت الدينية والثقافية كالمدارس والربط والخوانق والترب، والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية كالحمامات والفنادق والخانات.

ومما يدلل على هذا الدور، تتلمذ الحافظ ابن عساكر (ت 571هـ/1175م) على يد بضع وثمانين امرأة، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدل على كثرة عدد المشتغلات بالعلم في ذلك العصر بحيث إن عالمًا واحدًا من علماء الدولة الزنكية سمع من ثمانين امرأة، ولم تكن هناك غضاضة في أن يتلقى طالب العلم علمه على يدي امرأة.
شهد التاريخ أشكالًا عديدة من الزواج السياسي Political Marriage))، كانت سببًا في توطيد العلاقات بين الدول، خاصة بين الدول الحدودية المتحاربة. ففي الدولة الزنكية، كان زواج الملك العادل نور الدين محمود من عصمة الدين خاتون(1) - أو الخاتون العصمية كما عرّفها الذهبي(2)-؛ لتوطيد العلاقة بين نور الدين وإمارة آل طُغتكين بدمشق، المهيمن عليها والدها معين الدين أُنُر(3) في 23 شوال سنة 542هـ/ 14 مارس 1148م، وقد منحه هذا الزواج ارتباطًا – ولو ضعيفًا على الأقل - بالمدينة التي دخلها في سنة 549هـ/1154م(4).
وبالرغم من الطابع السياسي لهذا الزواج(5)، لم يتزوجْ نور الدين غير عصمة الدين، ولم تكنْ له جاريةً ولا سُرِّيّة، وأنجب منها بنتين: واحدة تزوجها ابن عمها عماد الدين الثاني(6) صاحب سنجار، والأخرى هي الطفلة التي أخرجها أهل حلب في أثناء حصار صلاح الدين للمدينة في ذي الحجة سنة 571هـ/ يونيو 1176م، فوهبها بلدة عَزَاز(7)، وولدَيْنِ: الملك الصالح إسماعيل الذي تولى الحكم بعد أبيه وعمره إحدى عشرة سنة وتُوفِي شابًا لم يبلغْ العشرين من عمره سنة 577هـ/1181م؛ بسبب مرض القُولنج، وأحمد الذي وُلد بحمص سنة 547هـ/1152م، ثم تُوفي بدمشق طفلًا (8). ثم بعد وفاة نور الدين محمود، تزوجها صلاح الدين سنة 572هـ/1176م؛ "حفظًا لحرمتها وصيانتها وعصمتها"(9).
وتُوجَّه أصابع الاتهام إلى صلاح الدين؛ بسبب زواجه من عصمة الدين، لكنه قصد من وراء ذلك أن يحفظ لها مكانتها السياسية كسلطانةٍ، مع التنويه أن هذا الزواج كان نوعًا من الزواج السياسي؛ كي يلحق نسبه بنسب نور الدين محمود(10).
ومع أنّ عصمة الدين كانت في الخمسينيات من عمرها، إلا أن زواجها من صلاح الدين قد انطوي على كثيرٍ من الحب والرقة؛ فعندما كان صلاح الدين مريضًا بحرَّان(11) سنة 581هـ/1185م، كان يكتب لها في كل يومٍ كتابًا طويلًا؛ مما يضيف إلى تعبه حملًا ثقيلًا من تعب الكتابة والفكر، وعندما تُوفيت في السنة نفسها، رأى مَنْ حوله – كان من بينهم العماد الكاتب الأصفهاني (ت 597هـ/1201م)- أنه من الأفضل حجب الأخبار عنه، لكن عندما سمع نعي ناصر الدين محمد ابن عمه شِيركوه، نُعيت إليه وفاة عصمة الدين، فحزن لذلك أشدّ الحزن، واشتد عليه المرض(12). فلا غرو – إذًا - إنْ عُدّ عام 581هـ/1185م "عام الحزن" في حياة صلاح الدين.

تعبدها وقيامها الليل:
كانت عصمة الدين تكثر من صلاة قيام الليل، إلا أنها نامت ذات ليلة عن وِردها، فأصبحت وهي كئيبةٌ حزينة، فسألها نور الدين محمود عن أمرها، فذكرت نومها الذي فوّت عليها وردها، فأمر نور الدين عند ذلك بضرب طبلخانة(13) في قلعة دمشق وقت السحر؛ لتُوقظ النائم في ذلك الوقت لقيام الليل، وأعطى الضارب على الطبلخانة أجرًا جزيلًا(14).
ويذكر ابن الرسام الحموي (ت 844هـ/1479م) أن عادة ضرب الطبول لإيقاظ مَنْ يريد صلاة قيام الليل وقت السَّحر، عُرفت في ما بعد بـ "نوبة خاتون"؛ نسبة إلى عصمة الدين خاتون، وظلت تُدق بمصر وبلاد الشام وغيرها حتى آخر عصر المماليك(15).
وقد حجت عصمة الدين سنة 563هـ/1168م في حياة زوجها الأول نور الدين؛ إذ ذكر ابن كثير أنها وصلت بغداد في شوال من السنة المذكورة تريد أن تحج من هناك، فتلقاها الجيش ومعهم صندل الخادم (16)- أهم شخصية في دار الخلافة وقتئذٍ -، وحُملت لها الإقامات، وأُكرمت غاية الإكرام(17).

عنايتها بالمذهب الحنفي:
ازدهر المذهب الحنفي في الدولة الزنكية سيرًا على نهج السلطنة السلجوقية التي اهتمت بالمذهب الحنفي أيما اهتمامٍ على يد وزيرها الأول نظام المُلك الطوسي (ت 485هـ/1092م)، ومن أهم المصنفات المعتمدة في تعليم المذهب الحنفي في الدولة الزنكية كتاب "الهداية" لبرهان الدين علي بن أبي بكر المرغياني الحنفي (ت 593هـ/1196م). وفي ظل شيوع هذا المذهب بين حكام دمشق وأهلها، تفقهت عصمة الدين على المذهب الحنفي كأبيها معين الدين أُنر وزوجها الأول نور الدين محمود، واهتمت به اهتمامًا بالغًا، حتى وُصِفَت بأنها فقيهة في المذهب الحنفي، فأقامت مدرسة للفقهاء الحنفية(18).

المدرسة الخاتونية الجوانية:
أنشأتها عصمة الدين خاتون للفقه الحنفي، وأوقفها أخوها سعد الدين مسعود (ت 581هـ/1185م) عليها، ثم من بعدها على عقبها ونسلها - لكنها ماتت ولم تعقبْ، فولديها قد ماتا قبل سنّ العشرين كما أسلفت -، واكتمل بناؤها سنة 573هـ/1177م (19)، وهي غير موجودة حاليًا.
عُرفت هذه المدرسة بـ "الجوانية"؛ لأنها كانت تقع داخل مدينة دمشق بمحلة حجر الذهب(20) قرب الحمام الشركسي، وتمييزًا لها عن المدرسة الخاتونية "البرانية" التي أنشأتها صفوة الملك زمرد خاتون(21).

الخانقاة الخاتونية:
وقفت عصمة الدين هذه الخانقاة على الصوفية، وهي تقع خارج باب النصر(22) على نهر بانياس(23) في أول الشرف القبلي(24) شرق جامع تنكز وملاصقة له. وقد حلّ محل هذه الخانقاة عمائر وبنايات(25). وبجانب هذه الخانقاة، كان لعصمة الدين الوقوف الكثيرة على الصوفية؛ فهي من ربات البر والإحسان(26).

التربة الخاتونية:
تُوفيت عصمة الدين خاتون بدمشق في شهر ذي القعدة(27) سنة 581هـ/1185م، ودُفنت بالتربة المنسوبة لها بسفح جبل قاسيون قبلي المقبرة الجركسية على نهر يزيد(28).
وذكر ابن طولون (ت 953هـ/1546م) أنه في سنة 790هـ/1388م، جعل أحد التجار هذه التربة جامعًا، عُرف باسم "الجامع الجديد"(29).

عصمة الدين بعيون معاصريها:
مدحها العماد الكاتب الأصفهاني (ت 597هـ/1201م) قائلًا: "هي من أعف النساء، وأعصمهن وأجلهن في الصيانة، وأحزمهن، مستمسكة من الدين بالعروة الوثقى، وهي في الدولة حاكمة، ولها أمر نافذ، ومعروف وصدقات، ورواتب للفقراء وإدرارات، وذلك سوى وقوفها على معتقيها وعوارفها وأياديها"(30).
كما أثنى عليها الأمير ابن شاهنشاه الأيوبي صاحب حماة (ت 617هـ/1220م)، فقال: "كانت من النساء العفائف، ذات معروفٍ وصدقة وصلاح"(31).

أوجه التشابه بين عصمة الدين وزينب النفزاوية:
هناك نقاط تشابه كبيرة بين عصمة الدين خاتون وزينب بنت إسحاق النَّفْزاوية (ت 464هـ/1072م) زوجة الأمراء والملقبة بالساحرة؛ لشدة ذكائها وحسن رأيها وتدبيرها ومشورتها، وأهم هذه النقاط الآتي:
- كانت زينب زوجة لقائدين عظيمين: أبو بكر بن عمر اللَّمْتُوني (ت 480هـ/1087م) الزاهد الشبيه بنور الدين محمود، ويوسف بن تاشفين (ت 500هـ/1106م) المجاهد المماثل لصلاح الدين الأيوبي، مع الاختلاف في جبهة القتال ضد الإفرنج(32).
- كانت زينب حازمة لبيبة ذات عقلٍ رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور، حتى نُسب مجد يوسف بن تاشفين وتوحيده بلاد المغرب إليها؛ فقال ابن خلدون: "كان لها رياسة أمره وسلطانه"، ويقول السلاوي: "كانت عنوان سعده، والقائمة بملكه، والمدبرة لأمره، والفاتحة عليه لأكثر بلاد المغرب"(33). وقد كانت عصمة الدين تتميز برجاحة العقل، فكان صلاح الدين يصدر عن رأيها.

الهوامش المرجعية:
1- لفظ تركي، جمعها "خواتين"، مستمدة من الأصل "خت" بمعنى الخلط أو الإدغام، وهو لقب تشريفي للسيدات مثله مثل "الخان" بالنسبة للرجال، وقد حُرِّف إلى "خاتم" في الشام، و"هانم" في مصر. ينظر: ارمينيوس فامبري، تاريخ بخارى، ترجمة أحمد محمود الساداتي، مراجعة وتقديم يحيى الخشاب، مكتبة نهضة الشرق - القاهرة، 1972م، ص39.
2- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، تحقيق بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي – بيروت، ط(1)، 2003م، مج(12)، ص736.
3- مملوك الأتابك طُغتكين، ومدبر دولته لأولاده من بعده، وكان المتصرف الفعلي في شئون أتابكية دمشق، "وصار هو الجملة والتفصيل"، ولم يستطعْ عماد الدين زَنْكي ولا ابنه نور الدين ضم دمشق في حياته؛ وذلك لدهائه السياسي، مما جعل الدكتور حسين مؤنس يصفه بـ"ثعلب السياسة". ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط(2)، 1982م، جـ(20)، الترجمة (148)، ص229-230؛ ابن العماد الحنبلي: شذرات الذهب في أخبار مَنْ ذهب، تحقيق عبدالقادر الأرناؤوط، محمود الأرناؤوط، دار ابن كثير – دمشق، ط(1)، 1986م، مج(6)، ص226؛ حسين مؤنس: نور الدين محمود مسلم عظيم، مجلة الثقافة – القاهرة، 4 نوفمبر 1947م، العدد (462)، ص15.
4- أبو شامة (عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي) ]ت 665هـ/1266م[: الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، تعليق إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية – بيروت، ط(1)، 2002م، جـ(1)، ص199؛
R. Stephen Humphreys: Women as Patrons of Religious Architecture in Ayyubid Damascus, Muqarnas Journal, Harvard University & Massachusetts Institute of Technology, 1994, Vol. (11), P. 43.
5- يبدو أن علاقة عصمة الدين بزوجها الأول نور الدين لم تكنْ هادئة، وذلك استنادًا إلى روايتين ذكرهما ابن الأثير على لسان صديقه الدمشقي رضيع عصمة الدين والقائم على شئونها: (الأولى) "كان نور الدين إذا جاء إليها يجلس في المكان المختص به، وتقوم في خدمته لا تتقدم إليه إلا أن يأذن لها في أخذ ثيابه عنه، ثم تعتزل عنه إلى المكان الذي يختص بها"، و(الثانية) "قلّت عليها النفقة، ولم يكفِها ما كان قد قرره لها، فأرسلتني – يقصد رضيعها - إليه أطلب منه زيادة في وظيفتها، فلما قالتُ له ذلك، تنكر واحمر وجهه، ثم قال: من أين أعطيها، أما يكفيها مالها، والله لا أخوض نار جهنم في هواها، إن كانت تظن أن الذي بيدي من الأموال هي لي فبئس الظن، إنما هي أموال المسلمين ومرصدة لمصالحهم، ومعدة لفتق إن كان من عدو الإسلام، وأنا خازنهم عليها فلا أخونهم فيها، ثم قال: لي بمدينة حمص ثلاثة دكاكين ملكًا، قد وهبتها إياها فلتأخذها". ينظر: التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالموصل، تحقيق عبد القادر أحمد طليمات، دار الكتب الحديثة – القاهرة، ط(2)، 1995م، ص164؛ ابن واصل (جمال الدين محمد بن سالم الحموي) ]ت 697هـ/1298م[: مُفرّج الكُروب في أخبار بني أيوب، تحقيق جمال الدين الشيال، دار الكتب والوثائق القومية – القاهرة، 1957م ، جـ(1)، ص264-265؛ علاء مصري النهر: الزنكيون في عيون ابن الأثير، دار صفحات – دمشق، 2017م، ص269-270.
6- الابن الأكبر لقطب الدين مودود، ومؤسس أتابكية سِنْجار (566-617هـ/1170م-1220م)، كان ملازمًا لصلاح الدين الأيوبي في غزواته مجاهدًا، تُوفي سنة 594هـ/1197م، وملك بعده ابنه قطب الدين محمد. ينظر: الذهبي، دول الإسلام، مؤسسة الأعلمي – بيروت، 1985م، ص316.
7- بلدة صغيرة تقع شمال حلب، بها قلعة، ويُطلق عليها أيضًا "أعزاز". ينظر: ياقوت الحموي ]ت 626هـ/1228م[: معجم البلدان، دار صادر – بيروت، 1977م، مج(4)، ص118.
8- ابن شدّاد (بهاء الدين يوسف بن رافع بن تميم الشافعيّ) ]ت 632هـ/1234م[: النوادر الـسُّلـطـانية والمحاسـن اليُوسفية، تحقيق جمال الدين الشيال، مكتبة الخانجي – القاهرة، ط(2)، 1994م، ص94-96؛ الصفدي (صلاح الدين خليل بن أيبك) ]ت 764هـ/1363م[: الوافي بالوَفَيَات، تحقيق أحمد الأرناؤوط، تركي مصطفى، دار إحياء التراث العربي – بيروت، ط(1)، 2000م ، جـ(9)، ص132-133؛ عماد الدين خليل: نور الدين محمود الرجل والتجربة، دار القلم – دمشق، 1981م، ص418.
9- الفتح البُنداري (قوام الدين الفتح بن علي بن محمد) ]ت 643هـ/1245م[: سنا البرق الشامي، تحقيق فتحية النبراوي، مكتبة الخانجي – القاهرة، 1979م، ص113.
10- محمد مؤنس عوض: صلاح الدين الأيوبي (الإعاقة – الكاريزما – الإنجاز)، دار الآفاق العربية – القاهرة، ط(1)، 2014م، ص75.
11- كانت مدينة الصابئين عبدة الكواكب، وهي تقع ضمن ديار مُضر بالقرب من منبع نهر البليخ، بناها هاران أو آران بن آذر، فعربتها العرب فقالوا: حَرَّان. ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان، مج(2)، ص235-236؛ كي لسترنج: بلدان الخلافة الشرقية، ترجمة بشير فرنسيس، وكوركيس عواد، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط(2)، 1985م، ص134.
12- سبط بن الجوزي (أبو المظفر يوسف بن قِزْأُوغلِي التركي) ]ت 654هـ/1256م[: مرآة الزمان في تاريخ الأعيان، نشر جيمس ريتشارد جيويت، مطبعة جامعة شيكاغو، 1907م، جـ(8)، ص246؛ العيني (بدر الدين محمود بن أحمد العينتابي) ]ت 855هـ/1451م[: عِقد الجُمان في تاريخ أهل الزمان، تحقيق ودراسة محمود رزق محمود، دار الكتب والوثائق القومية – القاهرة، ط(2)، 2010م، جـ(2)، ص43؛ عبد الرحمن عزام: صلاح الدين وإعادة إحياء المذهب السني، ترجمة قاسم عبده قاسم، دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر، ط(2)، 2013م، ص141؛
Ross Burns: Damascus; A History, Routledge, London, 2007, P. 177; David Nicolle: Saladin (Leadership, Strategy & Conflict), Osprey Publishing, Oxford, 2011, P. 52.
13- لفظ فارسي، وتعني الفرقة الموسيقية السلطانية، وكانت العادة أن تُدق نوبة في كلّ ليلةٍ بعد صلاة المغرب، وتكون في صحبة السلطان في الأسفار والحروب. والطبلخاناه أيضًا هو المكان المخصص من حواصل السلطان لطبول الفرقة وأبواقها وتوابعها من الآلات. وأصل ذلك أن السلطان علاء الدين خُوَارَزْم شاه لما عزم على المسير إلى العراق، وخالف على الخليفة الناصر، ضرب لنفسه نوبة ذي القرنين تعاظمًا، وهي في وقتيْ الشروق والغروب بعدما كانت تضرب له خمس نوب في أوقات الصلوات الخمس، ففوضها لأولاده يضربونها في الأقاليم التي سماها لهم على أبواب دور سلطنتهم، وأول يوم ضربها خوارزم شاه اختار لضربها سبعة وعشرين ملكًا من أكابر الملوك وأولادهم، وكانت آلات النوبة من الذهب. وكان نور الدين محمود يضرب بدمشق النوب الخمس. ينظر: محمد أحمد الدهان، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، دار الفكر – دمشق، ط(1)، 1990م، ص106-107.
14- ابن كثير (عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشي) ]ت 774هـ/1373م[: البداية والنهاية، تحقيق عبدالله عبد المحسن التركي، دار هجر – القاهرة، ط(1)، 1998م، جـ(16)، ص483.
15- ابن الرسام الحموي: نصيحة النساء المسلمات وذكر الموفقات منهن والعابدات، دراسة وتحقيق ليث سعود جاسم، رسالة دكتوراة، جامعة السند، 1989-1990م، ص366.
16- أبو اليمن صندل بن عبدالله المقتفوي، ولي النظر بديوان واسط في أيام الخليفة المستنجد، ثم عاد إلى بغداد في أول خلافة المستضيء، فولاه أستاذية الدار، وظل في هذا المنصب، حتى عُزل سنة 571هـ/1175م. ينظر: ابن الفوطي (كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد الشيباني) ]ت 723هـ/1324م[: مجمع الآداب في معجم الألقاب، تحقيق محمد الكاظم، مؤسسة الطباعة والنشر – طهران، ط(1)، 1995م، مج(2)، الترجمة (1067)، ص76-77.
17- البداية والنهاية، جـ(16)، ص425.
18- ناصر محمد علي الحازمي: الحياة العلمية في دمشق في العصر الأيوبي، رسالة ماجستير (غير منشورة)، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية – جامعة أم القرى، 2000م، ص379.
19- النعيمي (عبد القادر بن محمد الدمشقي) ]ت 927هـ/1521م[: الدَّارِس في تاريخ المدارس، تحقيق إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية – بيروت، ط(1)، 1990م، جـ(1)، ص388؛ عبد القادر بدران: منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، منشورات المكتب الإسلامي – دمشق، 1960م، ص169؛ محمد ديب الحصيني: منتخبات التواريخ لدمشق، المطبعة الحديثة – دمشق، 1927م، ص953؛ محمد كرد علي: خطط الشام، مكتبة النوري – دمشق، ط(3)، 1983م، جـ(6)، ص90؛ محمد عيد كمال الدين الخربوطلي: مدارس أنشأتها نساء في العالم العربي والإسلامي، دار بعل – دمشق، 2006م، ص157.
20- كانت من أجل المواضع بدمشق، احترقت سنة 378هـ/988م، وهي داخل باب الفرج والنصر شرق القلعة وغرب الجامع الأموي عند سويقة باب البريد. وتُعرف اليوم بحي سيدي عامود الذي أُحرق في الثورة السورية سنة 1925م. ينظر: محمد بن كنان الصالحي (ت 1153هـ/1740م): المواكب الإسلامية في الممالك والمحاسن الشامية، تحقيق ودراسة حكمت إسماعيل، مراجعة محمد المصري، منشورات وزارة الثقافة – دمشق، 1992م، جـ(1)، ص344؛ يوسف بن عبد الهادي: ثمار المقاصد في ذكر المساجد، تحقيق محمد أسعد طلس، بيروت 1943م، ص93؛ حسن شميساني: مدارس دمشق في العهد الأيوبي، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1983م، ص76.
21- شاكر مصطفى: تاريخنا وبقايا صور، مقال بعنوان (ملكة دمشق المنسية: صفوة الملك زمرد خاتون)، كتاب مجلة العربي رقم (25)، 15 أكتوبر 1989م، ص89.
22- أحد أبواب مدينة دمشق يقابل باب البريد من جهة الغرب، وكان يُسمى باب دار السعادة، وباب السرايا. هُدم سنة 1281هـ/1863م. ينظر: ابن طولون: القلائد الجوهرية، القسم الأول، ص105.
23- يتفرع من نهر بردَى في الربوة، ويجري في شمال الشرف القبلي حتى يدخل قلعة دمشق، فينقسم إلى قسمين: قسم يتجه نحو الشرق إلى الجامع الأموي وحي القيمرية وما جاوره، وقسم يتجه نحو القبلة إلى خارج السور فيسقي بعض بساتين الشاغور والميدان. ينظر: ابن طولون: المصدر السابق، ص105.
24- سُمي بذلك لأنه يُشرف على المرجة ونهر بردى، كانت تقوم فيه عدة أبنية أثرية لم يبقَ منها سوى جامع تنكز العظيم. ينظر: ابن طولون: نفسه.
25- محمد كرد: خطط الشام، جـ(6)، ص131.
26- عمر رضا كحّالة: أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام، مؤسسة الرسالة – بيروت، 1959م، جـ(3)، ص285.
27- ذكر سبط بن الجوزي أنها تُوفيت في شهر رجب. ينظر: مرآة الزمان، جـ(8)، ص246.
28- الذهبي: العبر في خبر مَنْ غبر، تحقيق محمد السعيد زغلول، دار الكتب العلمية – بيروت، ط(1)، 1985م، جـ(3)، ص83.
29- ابن طولون: القلائد الجوهرية، ص109.
30- الفتح البُنداري: سنا البرق، ص272.
31- مضمار الحقائق وسر الخلائق، تحقيق حسن حبشي، عالم الكتب – القاهرة، 1968م، ص227.
32- ابن عذاري (أبو العباس أحمد بن محمد المراكشي) ]ت 695هـ/1295م[: البيان المُغِرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، تحقيق بشار عواد معروف، محمود بشار عواد، دار الغرب الإسلامي – تونس، ط(1)، 2013م، مج(3)، ص17؛ السلاوي (أحمد بن خالد الناصري): الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق وتعليق جعفر الناصري، محمد الناصري، دار الكتاب – الدار البيضاء، 1997م، جـ(2)، ص21.

33- ابن خلدون: كتاب العبر وديوان المبتدأ، تحقيق خليل شحادة، مراجعة سهيل زكار، دار الفكر – بيروت، 2000م، جـ(7)، ص62.

* باحث في التاريخ الإسلامي | حاصل على الماجستير من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية..